السبت، 26 مارس 2016

تلخيص اسس علم الإجتماع


                                                        اسس علم الإجتماع



تقديم

تعتبر "السوسيولوجيا "علما نقديا يتخذ كهدف له تفسير وفهم الميكانيزمات الاجتماعية الخفية” ، وقد ظهر هذا العلم في القرن 19 نتيجة للتراكم الكمي والكيفي الحاصل في الدراسات القانونية والسياسية والاقتصادية وبرزت ضرورة قيام علم يهتم بالظواهر الاجتماعية بما هي اجتماعية خصوصا بعد ظهور مبدأ التخصص في العلوم، بحيث لم تعد الفلسفة أما للعلوم، وهذا الانفصال ساعد على انطلاق التأسيس لعلم الاجتماع على يد الآباء المؤسسين : سان سيمون، أوغست كونت، إميل دوركايم، كار ل ماركس، وماكس فيبر. ليصبح بذلك علما قائما بذاته له مناهجه ونظرياته المتنوعة التي تسعى إلى مقاربة الظواهر الاجتماعية فأساس السوسيولوجيا –حسب مارسيل موس- هو ملاحظة المجموعة الاجتماعية وسلوكاتها ملاحظة شمولية والفاعلون الاجتماعيون –حسب بيير بوريو- لا يعرفون حقيقة ما يفعلون ولماذا؟ والنظرية الاجتماعية تعتبر أن الفاعلين الاجتماعيين لا يعرفون الأسباب الموضوعية التي تقودهم.
· تعريف علم الاجتماع :
عِلمُ الاجتماع أحدُ العلوم الإنسانية الّذي عُرف كواحدٍ من أقدم العلوم الّتي تهتم بالإنسان والمجتمع والعلاقة بينهما وتأثير كل واحدٍ منهما على الآخر. هو العلم الّذي يتناول دراسة المجتمع الإنساني؛ ويبحث في علاقة الناس مع بعضهم البعض وما ينتُج عن هذه العلاقات من ظواهر اجتماعية تختلف باختلاف المجتمعات الإنسانية، وتتغير بتغير الزمان والمكان، ويستنبط بعد كل هذه الملاحظات والمشاهدات قوانين عِلم الاجتماع الّتي تُحدّد مدى تقدم المجتمع وازدهاره أو تخلفه وتراجعه.



· الفكر الاجتماعي قبل أجست كونت
إن قيام علم الاجتماع في عصر كونت جاء كضرورة اجتماعية وحاجة علمية ملحة حتمتها الرغبة في إصلاح المجتمع وإنقاذه من الفوضى الضاربة فيه.ذلك أن حالة المجتمع الفرنسي بعد الثورة اتسمت بـ:
· فوضى عقلية فاضطراب خلقي وفساد عام
· وإن انسجام المصالح المادية والمنافع المتبادلة لن تحقق الاستقرار والتقدم.
لذا فإن تنظيم أي شأن من شئون الاجتماع والأخلاق والسياسة والدين لن ينجح إلا إذا سبقه تنظيم عقلي للآراء ومناهج البحث وطرق التفكير.
ماهية فوضى العقل:
وجد أوجست كونت أن الفوضى العقلية ناجمة عن وجود أسلوبين متناقضين للتفكير وفهم الظواهر:
· الأسلوب الأول:
هو الأسلوب العلمي الذي يستعمله الناس للتفكير في الظواهر الكونية والطبيعية والبيولوجية.
· الاسلوب الثاني:
هو التفكير الديني الميتافزيقي الذي يستعمله الناس للتفكير في الظواهر المتعلقة بالإنسان والمجتمع.
· السياق العام لضهور الحداثة
بالرغم من أن ابن خلدون هو من وضع أسس علم الاجتماع، إلا أن الحديث عنه لم يأخذ منحنى مؤثرا في المجتمعات حتى ظهر المفكرون الحداثيون. فكرة ديكارت عن كوسموبولسمثالية ألهبت خيال المفكرين في القرون الثلاثة التالية[1] وأنجبت العديد من رواد العدالة الاجتماعية والمدن المثالية نسجاً على منوال "المدينة الفاضلة" لتوماس مور.
كانت الأفكار تميل إلى البحث عن العدالة الاجتماعية ورفض الإقطاع والطبقية التي كانت سائدة في أوروبا في ذلك الوقت وتدعو إلى مجتمع فاضل يحصل فيه الجميع على حقوق متساوية. أدت هذه المدارس الفكرية إلى ظهور العديد من المدارس السياسية والاقتصادية القائمة عليها مثل الشيوعية والاشتراكية والماركسية وغيرها، وأدت تلك بدورها إلى تغيير النظم الحاكمة في أوروبا وحدوث الثورات الاجتماعية والسياسية مثل الثورة الفرنسية والثورة البلشفية.
من المفكرين الحداثيين الذين أثروا في علم الاجتماع فرديناند تونيز وإميل دوركهيم وماكس ويبر
· موضوع علم الاجتماع
يُحَدِّد علماء الاجتماع موضوعه بالظواهر الاجتماعية، التي تظهر نتيجة لتجمُّع الناس معًا، وتفاعل بعضهم مع بعض، ودخولهم في عَلاقات متبادلة، وتكوين ما يُطْلَق عليه الثقافة المشتركة؛ حيث يتَّفِقُ الناسُ على أساليب مُعَيَّنَة في التعبير عن أفكارهم، كما أنهم يتَّفقون على قيم محدَّدة، وأساليب معينة في الاقتصاد، والحكم، والأخلاق، وغيرها.
وتبدأ الظواهر الاجتماعية بالتفاعل بين شخصين أو أكثر، والدخول في علاقات اجتماعية، وحينما تدوم هذه العلاقات وتستمرُّ، تشكِّل جماعات اجتماعية، وتُعَدُّ الجماعات الاجتماعية من المواضيع الأساسية التي يدرسها علم الاجتماع.
وهناك موضوع آخر يدرسه علم الاجتماع، يتمثَّل في العمليات الاجتماعية؛ كالصراع، والتعاون، والتنافس، والتوافق، والترتيب الطبقي، والحراك الاجتماعي. كما أن التغيُّر في الثقافة وفي البناء الاجتماعي، أحد ميادين الدراسة في علم الاجتماع، كما أن هناك النُّظُم الاجتماعية، وهي الأساليب المقنِّنة والمقرِّرة للسلوك الاجتماعي، وكذلك الشخصية، وهي العامل الذي يُشَكِّل الثقافة، ويتشكل من خلالها
· النقد العلمي والسياسي لعلم الإجتماع
ظهرت الإتجاهات النقدية كإنعكاس لواقع مختلف وتيارات فكرية مختلفة، كما انها لم تظهر فى مجتمع مغاير للمجتمع الذى تسود فيه الإتجاهات القديمة، وإنما ظهرت داخل المجتمع ذاته. كما ان الإتجاهات النقدية الحديثة ليست هى النتاج الكلى للتصام بين القديم والجديد، وإنما تعد بمثابة نتاج لاحدى العمليات الجدلية الفرعية داخل حركة التناقض الواسعة النطاق
وقد جاءت النظرية النقدية كرد فعل على الوضعية (Positivism) التي كانت تعنى مع أوجست كونت بدراسة الظواهر الاجتماعية دراسة علمية موضوعية تجريبية، باستخدام الملاحظة والتكرار والتجربة، وربط الأسباب بمسبباتها، بغية فهم الظواهر العلمية فهما علميا دقيقا. وكانت الوضعية تهتم أيضا بوصف الظواهر دون تفسيرها، لأن التفسير يرتبط في منظور الوضعية بالـتأملات الفلسفية والميتافيزيقية. كما استبعدت الوضعية البعد الإنساني والتأملي والأخلاقي في عملية البحث.
ويدل هذا على أن الوضعية العلمية تستبعد الذات، والتاريخ، والأخلاق، والمصلحة الاجتماعية، وأنها في خدمة الليبرالية المستغلة، زد على ذلك، أنها تعتبر البشر كائنات مقيدة بحتميات علمية جبرية، وأن لا دور للإنسان في التغيير أو صنع التاريخ:"يرى مفكرو فرانكفورت أن التراث الوضعي يميل للنظر إلى البشر باعتبارهم كائنات لا قوة لها في مواجهة المجتمع، وهو ما يتضح لدى دوركايم الذي يؤكد أن الفرد يجد نفسه في مواجهة المجتمع كقوة أسمى منه عليه أن ينحني أمامها، أو ما يؤكد عليه ماكس فيبر حين يرى أن الفرد في المجتمعات البيروقراطية، رأسمالية أم اشتراكية، ليس إلا ترسا في آلة كبيرة.
وفي مواجهة ذلك، ترى النظرية النقدية أن ذلك ناتج عن العمق الداخلي للإنسان، ومن ثم، تؤكد هذه النظرية على العلاقة الجدلية بين الفرد والمجتمع، كذوات مستقلة غير خاضعة، تعكس جوانب الحقيقة الكلية.
وبشكل عام، هاجم مفكرو مدرسة فرانكفورت سعي الوضعية إلى تحقيق المعرفة العلمية، وتكميم الحقائق، بما يؤدي إلى ضياع المعنى الجوهري للظواهر الاجتماعيةوبشكل عام، هاجم مفكرو مدرسة فرانكفورت سعي الوضعية إلى تحقيق المعرفة العلمية، وتكميم الحقائق، بما يؤدي إلى ضياع المعنى الجوهري للظواهر الاجتماعية
· مشروع علم الاجتماع , الفائدة الإجتماعية (الحس المشترك)
أهمية علم الاجتماع تبرز أهمية علم الاجتماع في ما يلي: تحديد عناصر المجتمع ومَواطن الضعف والقوة في المجتمع وتحفيز دور الأفراد في العمل الجماعيّ المثمر. توفير معلومات كافية عن مجتمعٍ ما مما يُساعد في وضعِ خططٍ تنمويةٍ سليمةٍ متناسبةٍ مع قِيم وامكانيات هذا المجتمع. علم الاجتماع يُعطي تصوراً واضحاً وصحيحاً عن أيّ مجتمعٍ وبذلك يُسهل التعامل معه والرُقيّ به ومعالجة مشاكله. يساعد علم الاجتماع على تحديد مشاكل المجتمع ويساهم في وضع حلولٍ جذريةٍ لها ويُقلل من الظواهر السلبية في المجتمع والانحرافات السلوكية والأخلاقية. علِم الاجتماع يوفر الطرق السليمة لدمج عناصر المجتمع إذا تعددت أعراقهم أو دياناتهم فيوفر بذلك الأمن المنشود في أيّ مجتمع. علم الاجتماع يُعزز العمل الجماعيّ بين أفراد المجتمع ويُساعد على تحقيق الرقي والتقدم لهم في حال حرصوا على العمل الجماعي. علم الاجتماع يعطي دراسة واقعية لثقافة أي مجتمع فيُسهل التّعّرف على أي من شعوب العالم من خلال ما يضعه علم الاجتماع بين يديك من وصف دقيق لهم.



من هنا 

هناك تعليق واحد: