سوسيولوجيا الاديان
شكلت الابحاث السوسيولوجية
والانتروبولوجية دعامة قوية حول المعتقدات الدينية والطقوس المتعلقة بها؛ حيزا
كبيرا ضمن حصيلة الدراسات والأبحاث .
وقد شكلت هذه الدراسات مع مطلع
الستينيات من القرن الماضي . موضوع بحث ونقد من طرف الباحثين المغاربة وأثارت
نقاشات واستنتاجات أساسية تعتبر محط إجماع معظم الباحثين، ولكن بالرغم من ان العلوم الاجتماعية والدراسات
الكولونيالية التي قاربت المجتمعات المغاربية؛ جلها كانت تتسم بخلفات اديولوجية
مستوحات من المخطط الاستعماري الذي كان مؤطرها .
في بداية ق 20 كان البحث الاثنوغرافي
والسوسولوجي والانتروبولوجي خصبا في ما يتعلق بدراسة التمظهرات الدينية، وتنوع
تجاربها، وأيضا دراسة إمكانية استمرار أو اختفاء الطقوس والمعتقدات، بحيث نجد معظم
هذه الأبحاث بقيت حبيسة موضوع الزوايا والأضرحة، ومفهوم الولاء الاجتماعي والقبلي،
والعائلي، بيد أن هاته المحاولات التي حاولت فهم التنوع " الطقوسي " والواجبات
والرموز الدينية؛ نجد أنها تداخلت في ثلاث أطروحات أساسية:
1)
التركيز على الاختلاف الذي يوجد بين الإسلام الديني
والإسلام الصوفي.
2)
إن الاهتمام بالأولياء و علاقتهم بالإسلام الشعبي
المغربي هو محاولة لإعادة إنتاج الصور والمعتقدات القديمة.
3)
في حين تتجسد الأطروحة الثالثة في اعتبار الصوفية
المغربية ليست سوى تمظهر من تمظهرات رغبة البربر في الاستقلال.
ولفهم
الأطروحات والدراسات يتبادر إلى الذهن أن الهدف الأول والأخير هو تسريع وتسهيل
عملية التحكم في المجتمع المغربي، وقد شرعت السلطات الاستعمارية منذ وقت مبكر في
العمل على توفير القدر المطلوب من المعلومات حول عادات ومعتقدات المجتمع المغربي،
وقد جندت لهذه المهمة عددا كبيرا من الرحالة والمستكشفين للتعرف المباشر على
المغاربة والمغرب، من بينهم؛ أوجيست موليراس - على سبيل المثال لا الحصر- صاحب الكتابين؛ " المغرب المجهول" و
"الريف وجبالة"، ساهمت هذه الدراسات وشكلت دعامات قوية لمجموعة من
الأبحاث الكولونيالية، يتعلق الأمر هنا ب إندموند بوتي، ركز هذا الباحث على دراسة المعتقدات والممارسات الدينية، وألف كتابا
ضخما بعنوان؛ "الدين في الشمال أفريقيا" بحيث يطرح فيه فكرتين أساسيتين
مفادهما:
-
المعتقدات تتغير والطقوس تستمر، ذلك أن سكان شمال
أفريقيا اضطروا مع مجيئ الإسلام إلى التمسك بمعتقدات وتطويعها وترويضها لتتماشى مع
الطقس الجديد.
-
وتتجلى الفكرة الثانية في مفهوم التوحيد المفرط للإسلام
وضرورات وجود الوسطاء،وتظهر الوساطة هنا في عبادة الأولياء وتأليه الإنسان، كما يقول
بوتي، وهي تحول بين الخالق والمخلوق، وهذا ما يخفيه الفقهاء تحت غطاء طلب الشفاعة
من الأولياء والصلحاء، في حين أنها في الواقع عبادة للأولياء.